بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوصايا العشر بين يدي رمضان
بين يدي الوصايا
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران : 122) .
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) (النساء : 1) .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) ( الأحزاب : 71،70)
وبعد ...،
فهذه جملة وصايا أهديها لكل مسلم جمعتها من بساتين كلم العلماء فافتح لها قلبك وعقلك فإن خير الناس من ترك لك نفسه لتزرع فيها الخير وعسى أن تنتفع بها في هذه الأيام المباركة لتكون لنا ولكم زادا للقدوم على الله يوم أن نلقاه ...
قال ابن رجب :
(الإنسان يولد مفطوراً على قبول الحق، فإن هداه الله سبب له من يعلمه الهدى، فصار مهتدياً بالفعل بعد أن كان مهتدياً
بالقوة، وإن خذله الله قيض له من يعلمه ما يغير فطرته...
والهداية نوعان هداية مجملة وهي الهداية للإسلام والإيمان وهي حاصلة للمؤمن وهداية مفصلة وهي هداية إلى معرفة
تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام وإعانته على فعل ذلك وهذا يحتاج إليه كل مؤمن ليلا ونهارا ولهذا أمر الله عباده أن يقرأوا
في كل ركعة من صلاتهم قوله: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) (الفاتحة: 6) جامع العلوم والحكم (2/40)
فالله أسأل ان يفتح علينا من فضله ومن هداه بهداية لا نضل بعدها أبدا فإليك وصيتي الأولى ...
الوصية الأولى:
(فاستبقوا الخيرات)
جاء الأمر بالاستباق في الخيرات في موضعين من كتاب الله تعالى،
أولهما قوله تعالى: "ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير"
وثانيهما قوله تعالى: " فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون"
فأما المسابقة مشعرة أنه لا يفوز فيها إلا الراكض دون الماشي
والخيرات هي ميدان التسابق الحقيقي والتي فيها الربح العظيم، والخاسر من يحصر جهده في تلك الأزمان والأمكنة
في الحصول على زهرة الحياة الدنيا والتي لن يأتيه منها مما اجتهد وسعى إلا ما قدر الله له.
قال أبو الدرداء: "التمسوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب
بها من يشاء من عباده، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم"
الوصية الثانية:
(أبشروا بخير شهر)
من فضل الله تعالى ونعمه العظيمة على عباده، أن هَيَّأَ لهم المواسمَ الفاضلة لتكون مغنمًا للطائعين، وميدانًا لتنافس المُتَنافسين؛
وإنَّ المواسمَ موضوعة لبُلُوغ الأمل بالاجتهاد في الطاعة، ورفع الخلل والنقص بالاستدراك والتوبة، "
وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلاَّ ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعاته يُتَقَرَّب بها إليه، ولله لطيفة من لطائف نفحاته،
يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته، فالسَّعيد مَن اغْتَنَمَ مواسم الشُّهور والأَيَّام والسَّاعات، وتقرب فيها
إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تُصيبَه نفحةٌ من تلك النَّفَحات. فيسعد بها سعادةً يأمَنُ بعدها منَ النَّار
وما فيها منَ اللفَحات"[ من كلام ابن رجب في "اللطائف" ص8]
وإنَّ واجبَ المُسلم استِشْعار هذه النِّعمة، ومعرفة قدرها، فإن كثيرًا منَ النَّاس حُرِموا الصيام إمَّا بموتهم قبل بلوغه،
أو بعجزهم عنه، أو بضلالهم وإعراضهم عنه، فليحمد الصائم ربَّه على هذه النِّعمة، ويستقبل شهره بالفَرَح والاغتباط
بموسم عظيم من مواسم الطاعة، وأن يجتهد في أعمال الخير، وأن يدعو الله تعالى أن يرزقه صيامه وقيامه، وأن يرزقه
فيه الجد والاجتهاد والقوة والنَّشَاط، وأن يوقظه من رقدة الغفلة ليغتنم مواسم الطاعات والخيرات.
فإذا أردت أن تتعرف فضل رمضان فعليك بسنة النبي العدنان – صلى الله عليه وسلم -
عن أبي هريرة - رضيَ الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -:
((أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله - عَزَّ وَجَلَّ - عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السَّماء، وتغلق فيه أبواب
الجحيم، وتغلّ فيه مَرَدَة الشَّياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حرم خيرها فقد حرم))؛
رواه أحمد (9/225، 226 "الفتح الرباني")، والنسائي (4/129)، انظر: تحقيق أحمد شاكر للمسند رقم (7148)
وصحيح "الترغيب" للألباني (1/ 490)، و"تمام المنة" ص395.
يقول بعض السَّلَف:
"إنَّ اللهَ تعالى جعل شهر رمضان مِضْمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته. فسبق قوم ففازوا، وتَخَلَّفَ آخرون فخابوا
" لطائف المعارف" ص246
وما يُدْري الإنسان فلَعَلَّ هذا الشَّهر هو آخر رمضان في عمره.
فكم صامَ معنا العام الماضي منَ الرِّجال والنساء والشَّباب؟ وهم الآن تحت أطباق الثَّرى والتراب، مرتهنون بأعمالهم،
فَعَلى المسلم أن يفرحَ بمواسم الطاعة ولا يفرط فيها؛ بل يشتغل بما يدوم نفعه، ويبقى أثره، وما هي إلاَّ أيام معدودات
تصام تباعًا، وتنقضي سراعًا.
الوصية الثالثة:
اغتنم عمرك (كتب عليكم الصيام ... أياما معدودات)
قال الله تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (183 البقرة)
قال ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :"أخبر الله سبحانه و تعالى أنه كتب الصيام على الذين من قبلنا تسليةً لهذه الأمة،
و أخبرنا أن الصيام يجلب التقوى، أو أن الإنسان يتقي شهوات النفس بالصيام.
و الصيام أيام قليلة معدودة، و كان في بدايته تطوعاً، من شاء صام و من شاء أفطر و أطعم
قال الله تعالى: " أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (184 البقرة)
ثم فُرض الصيام في السنة الثانية للهجرة، و جُعل الصيام في شهر رمضان، الشهر المبارك الذي أُنزل فيه القرآن
هدى للناس، و جعل الله سبحانه و تعالى، بمنّه و كرمه، الرخصة للمريض و المسافر بالفطر تخفيفاً عليهم
و شرع لهم القضاء إكمالاً للأجر و الثواب.
قلت (أبو أنس):
والمتأمل في قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) يشعر وكأنها
وصية من الله تعالى
لمن أحب الصيام
ومن لم يحبه
لمن صبر عليه وتمتع به
ومن لم يطقه ،
إنها وصية من الله لأصحاب الهمم العالية
ولأصحاب الهمم الضعيفة
بل ولأصحاب المعاصي أيضا
(فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)
فإنما هي ثلاثون يوما فقط معدودات.
فيا من أحب الصيام واشتاق لرمضان
إياك أن يفوتك الفضل في هذه الأيام ولا تسوف فإنما هي أيام معدودات فاغتنمها قبل أن تنقضي.
ويا من شق عليه الصيام والقيام
إنما هي أيام قليلة لا تبرح أن تنقضي بسرعة فلا تضجر ولا تكسل فإنما هي أياما قليلة معدودات ثم يزول التعب
ويثبت الأجر إن شاء الله.
ويا أصحاب المعاصي والآثام
عودوا إلى ربكم و أقصروا عن المعاصي فإنما هي أيام معدودات فلا تحاربوا الله فيها بالمعاصي واغتنموا
معونة الله لكم في هذه الأيام المعدودات .
الوصية الرابعة:
(اتقوا الله حق تقاته)
التقوى روح الصيام:
وقد عقَّب الله تعالى بالغاية من الصيام بقوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
أي تتخذون من الصيام وقاية تحول بينكم وبين الميول المرذولة والمنكرات.
إن التقوى:
حساسية في الضمير،
وصفاء في الشعور،
وشفافية في النفس،
ومراقبة دائمة لله تعالى.
قال تعالى :
(( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )).
ذلك بأنهم شكروه فلم يكفروه و أطاعوه فلم يعصوه و ذكروه فلم ينسوه.
فالمتقون هم المفلحون، هم المرحومون، هم المنصورون، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
بتقوى الله ينشرح الصدر،
بتقوى الله يهتدي الضال وينشرح البال.
إي وربي، إنه لحق ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بالتقوى يُقبل العمل، وبغيره لا يُقبل،
بالتقوى تُصبح ـ أيها المُسلم ـ كريمًا عند الله جلّ وعلا،
بالتقوى ينجو الإنسان من المهالك في الدنيا، وينجو في الآخرة،
عباد الله، تقوى الله خير زاد، تقوى الله خير لباس،
و لقد عدّد العلامة الفيروزآبادي في كتابه "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" آثار التقوى وبشائرها
التي جاءت في القرآن الكريم،
قال -رحمه الله تعالى-:
"وأما البشارات التيبُشِّر بها المتقون في القرآن فهي:
الأولى: البشرى بالكرامات (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
الثانية: البشرى بالعون والنصرة(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)
الثالثة: البشرى بالعلم والحكمة ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
الرابعة: البشرى بتكفير الذنوب وتعظيم المتقى بتعظيم أجره(ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرً)
الخامسة: قرب الحضرة واللقاء والرؤية (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)
السادسة: البشرى بالمغفرة (وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
السابعة: الخروج من الغم والمحنة (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)
الثامنة: رزق واسع بأمن وفراغ (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
التاسعة: النجاة من العذاب والعقوبة( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا)
العاشرة: الفوز بالمراد (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا- إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا)
الحادية عشرة: التوفيق والعصمة (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ... )
إلى قوله، (أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
الثانية عشرة: الشهادة لهم بالصدق(أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
الثالثة عشرة: بشارة الكرامة والإكرامية (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
الرابعة عشرة: بشارة المحبة(إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
الخامسة عشرة: الفلاح (وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولعل من الله واجبة
السادسة عشرة: نيل الوصال والقربة (وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ)
السابعة عشرة: نيل الجزاء بالجنة(إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
الثامنة عشرة: (قبول الصدقة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
التاسعة عشرة: الصفاء والصفوة (فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
العشرون: كمال العبودية (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )
الحادية والعشرون: الجنات والعيون (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
الثانية والعشرون: الأمن من البلية (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)
الثالثة والعشرون: عز الفوقية على الخلق (وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
الرابعة والعشرون: زوال الخوف والحزن من العقوبة (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
الخامسة والعشرون: الأزواج الموافقة ]إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا* حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا*وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا)
تَزوَّدْ مِنَ التَّقْــوَى فإنَّك لا تدْرِي
إذا جَنَّ لَيْلٌ: هل تَعِيشُ إلى الفَجْرِ
فكَم من فتىً أمْسَى وأَصْبَحَ ضاحِكًا
وقَدْ نُسِجَتْ أكْفانُهُ وَهُوَ لايَدْرِي
وكَم مِّن صِغارٍ يُرْتَجَى طُولُ عُمْرِهِم
وقَدْ أُدْخِلَتْ أَجْسادُهُم ظُلْمَةَ القَبْرِ
وكـم مِّن عَروسٍ زَيَّنُوها لِزَوْجِـها
وقَدْ قُبِضَتْ أَرْواحُـهم لَيْلَةَ القَدْرِ
وكَم مِّن صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ
وكم مِّن سَقيمٍ عاشَ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوصايا العشر بين يدي رمضان
بين يدي الوصايا
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران : 122) .
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) (النساء : 1) .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) ( الأحزاب : 71،70)
وبعد ...،
فهذه جملة وصايا أهديها لكل مسلم جمعتها من بساتين كلم العلماء فافتح لها قلبك وعقلك فإن خير الناس من ترك لك نفسه لتزرع فيها الخير وعسى أن تنتفع بها في هذه الأيام المباركة لتكون لنا ولكم زادا للقدوم على الله يوم أن نلقاه ...
قال ابن رجب :
(الإنسان يولد مفطوراً على قبول الحق، فإن هداه الله سبب له من يعلمه الهدى، فصار مهتدياً بالفعل بعد أن كان مهتدياً
بالقوة، وإن خذله الله قيض له من يعلمه ما يغير فطرته...
والهداية نوعان هداية مجملة وهي الهداية للإسلام والإيمان وهي حاصلة للمؤمن وهداية مفصلة وهي هداية إلى معرفة
تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام وإعانته على فعل ذلك وهذا يحتاج إليه كل مؤمن ليلا ونهارا ولهذا أمر الله عباده أن يقرأوا
في كل ركعة من صلاتهم قوله: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) (الفاتحة: 6) جامع العلوم والحكم (2/40)
فالله أسأل ان يفتح علينا من فضله ومن هداه بهداية لا نضل بعدها أبدا فإليك وصيتي الأولى ...
الوصية الأولى:
(فاستبقوا الخيرات)
جاء الأمر بالاستباق في الخيرات في موضعين من كتاب الله تعالى،
أولهما قوله تعالى: "ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير"
وثانيهما قوله تعالى: " فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون"
فأما المسابقة مشعرة أنه لا يفوز فيها إلا الراكض دون الماشي
والخيرات هي ميدان التسابق الحقيقي والتي فيها الربح العظيم، والخاسر من يحصر جهده في تلك الأزمان والأمكنة
في الحصول على زهرة الحياة الدنيا والتي لن يأتيه منها مما اجتهد وسعى إلا ما قدر الله له.
قال أبو الدرداء: "التمسوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب
بها من يشاء من عباده، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم"
الوصية الثانية:
(أبشروا بخير شهر)
من فضل الله تعالى ونعمه العظيمة على عباده، أن هَيَّأَ لهم المواسمَ الفاضلة لتكون مغنمًا للطائعين، وميدانًا لتنافس المُتَنافسين؛
وإنَّ المواسمَ موضوعة لبُلُوغ الأمل بالاجتهاد في الطاعة، ورفع الخلل والنقص بالاستدراك والتوبة، "
وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلاَّ ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعاته يُتَقَرَّب بها إليه، ولله لطيفة من لطائف نفحاته،
يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته، فالسَّعيد مَن اغْتَنَمَ مواسم الشُّهور والأَيَّام والسَّاعات، وتقرب فيها
إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تُصيبَه نفحةٌ من تلك النَّفَحات. فيسعد بها سعادةً يأمَنُ بعدها منَ النَّار
وما فيها منَ اللفَحات"[ من كلام ابن رجب في "اللطائف" ص8]
وإنَّ واجبَ المُسلم استِشْعار هذه النِّعمة، ومعرفة قدرها، فإن كثيرًا منَ النَّاس حُرِموا الصيام إمَّا بموتهم قبل بلوغه،
أو بعجزهم عنه، أو بضلالهم وإعراضهم عنه، فليحمد الصائم ربَّه على هذه النِّعمة، ويستقبل شهره بالفَرَح والاغتباط
بموسم عظيم من مواسم الطاعة، وأن يجتهد في أعمال الخير، وأن يدعو الله تعالى أن يرزقه صيامه وقيامه، وأن يرزقه
فيه الجد والاجتهاد والقوة والنَّشَاط، وأن يوقظه من رقدة الغفلة ليغتنم مواسم الطاعات والخيرات.
فإذا أردت أن تتعرف فضل رمضان فعليك بسنة النبي العدنان – صلى الله عليه وسلم -
عن أبي هريرة - رضيَ الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -:
((أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله - عَزَّ وَجَلَّ - عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السَّماء، وتغلق فيه أبواب
الجحيم، وتغلّ فيه مَرَدَة الشَّياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حرم خيرها فقد حرم))؛
رواه أحمد (9/225، 226 "الفتح الرباني")، والنسائي (4/129)، انظر: تحقيق أحمد شاكر للمسند رقم (7148)
وصحيح "الترغيب" للألباني (1/ 490)، و"تمام المنة" ص395.
يقول بعض السَّلَف:
"إنَّ اللهَ تعالى جعل شهر رمضان مِضْمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته. فسبق قوم ففازوا، وتَخَلَّفَ آخرون فخابوا
" لطائف المعارف" ص246
وما يُدْري الإنسان فلَعَلَّ هذا الشَّهر هو آخر رمضان في عمره.
فكم صامَ معنا العام الماضي منَ الرِّجال والنساء والشَّباب؟ وهم الآن تحت أطباق الثَّرى والتراب، مرتهنون بأعمالهم،
فَعَلى المسلم أن يفرحَ بمواسم الطاعة ولا يفرط فيها؛ بل يشتغل بما يدوم نفعه، ويبقى أثره، وما هي إلاَّ أيام معدودات
تصام تباعًا، وتنقضي سراعًا.
الوصية الثالثة:
اغتنم عمرك (كتب عليكم الصيام ... أياما معدودات)
قال الله تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (183 البقرة)
قال ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :"أخبر الله سبحانه و تعالى أنه كتب الصيام على الذين من قبلنا تسليةً لهذه الأمة،
و أخبرنا أن الصيام يجلب التقوى، أو أن الإنسان يتقي شهوات النفس بالصيام.
و الصيام أيام قليلة معدودة، و كان في بدايته تطوعاً، من شاء صام و من شاء أفطر و أطعم
قال الله تعالى: " أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (184 البقرة)
ثم فُرض الصيام في السنة الثانية للهجرة، و جُعل الصيام في شهر رمضان، الشهر المبارك الذي أُنزل فيه القرآن
هدى للناس، و جعل الله سبحانه و تعالى، بمنّه و كرمه، الرخصة للمريض و المسافر بالفطر تخفيفاً عليهم
و شرع لهم القضاء إكمالاً للأجر و الثواب.
قلت (أبو أنس):
والمتأمل في قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) يشعر وكأنها
وصية من الله تعالى
لمن أحب الصيام
ومن لم يحبه
لمن صبر عليه وتمتع به
ومن لم يطقه ،
إنها وصية من الله لأصحاب الهمم العالية
ولأصحاب الهمم الضعيفة
بل ولأصحاب المعاصي أيضا
(فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)
فإنما هي ثلاثون يوما فقط معدودات.
فيا من أحب الصيام واشتاق لرمضان
إياك أن يفوتك الفضل في هذه الأيام ولا تسوف فإنما هي أيام معدودات فاغتنمها قبل أن تنقضي.
ويا من شق عليه الصيام والقيام
إنما هي أيام قليلة لا تبرح أن تنقضي بسرعة فلا تضجر ولا تكسل فإنما هي أياما قليلة معدودات ثم يزول التعب
ويثبت الأجر إن شاء الله.
ويا أصحاب المعاصي والآثام
عودوا إلى ربكم و أقصروا عن المعاصي فإنما هي أيام معدودات فلا تحاربوا الله فيها بالمعاصي واغتنموا
معونة الله لكم في هذه الأيام المعدودات .
الوصية الرابعة:
(اتقوا الله حق تقاته)
التقوى روح الصيام:
وقد عقَّب الله تعالى بالغاية من الصيام بقوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
أي تتخذون من الصيام وقاية تحول بينكم وبين الميول المرذولة والمنكرات.
إن التقوى:
حساسية في الضمير،
وصفاء في الشعور،
وشفافية في النفس،
ومراقبة دائمة لله تعالى.
قال تعالى :
(( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )).
ذلك بأنهم شكروه فلم يكفروه و أطاعوه فلم يعصوه و ذكروه فلم ينسوه.
فالمتقون هم المفلحون، هم المرحومون، هم المنصورون، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
بتقوى الله ينشرح الصدر،
بتقوى الله يهتدي الضال وينشرح البال.
إي وربي، إنه لحق ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بالتقوى يُقبل العمل، وبغيره لا يُقبل،
بالتقوى تُصبح ـ أيها المُسلم ـ كريمًا عند الله جلّ وعلا،
بالتقوى ينجو الإنسان من المهالك في الدنيا، وينجو في الآخرة،
عباد الله، تقوى الله خير زاد، تقوى الله خير لباس،
و لقد عدّد العلامة الفيروزآبادي في كتابه "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" آثار التقوى وبشائرها
التي جاءت في القرآن الكريم،
قال -رحمه الله تعالى-:
"وأما البشارات التيبُشِّر بها المتقون في القرآن فهي:
الأولى: البشرى بالكرامات (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
الثانية: البشرى بالعون والنصرة(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)
الثالثة: البشرى بالعلم والحكمة ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
الرابعة: البشرى بتكفير الذنوب وتعظيم المتقى بتعظيم أجره(ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرً)
الخامسة: قرب الحضرة واللقاء والرؤية (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)
السادسة: البشرى بالمغفرة (وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
السابعة: الخروج من الغم والمحنة (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)
الثامنة: رزق واسع بأمن وفراغ (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
التاسعة: النجاة من العذاب والعقوبة( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا)
العاشرة: الفوز بالمراد (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا- إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا)
الحادية عشرة: التوفيق والعصمة (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ... )
إلى قوله، (أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
الثانية عشرة: الشهادة لهم بالصدق(أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
الثالثة عشرة: بشارة الكرامة والإكرامية (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
الرابعة عشرة: بشارة المحبة(إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
الخامسة عشرة: الفلاح (وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولعل من الله واجبة
السادسة عشرة: نيل الوصال والقربة (وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ)
السابعة عشرة: نيل الجزاء بالجنة(إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
الثامنة عشرة: (قبول الصدقة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
التاسعة عشرة: الصفاء والصفوة (فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
العشرون: كمال العبودية (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )
الحادية والعشرون: الجنات والعيون (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
الثانية والعشرون: الأمن من البلية (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)
الثالثة والعشرون: عز الفوقية على الخلق (وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
الرابعة والعشرون: زوال الخوف والحزن من العقوبة (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
الخامسة والعشرون: الأزواج الموافقة ]إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا* حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا*وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا)
تَزوَّدْ مِنَ التَّقْــوَى فإنَّك لا تدْرِي
إذا جَنَّ لَيْلٌ: هل تَعِيشُ إلى الفَجْرِ
فكَم من فتىً أمْسَى وأَصْبَحَ ضاحِكًا
وقَدْ نُسِجَتْ أكْفانُهُ وَهُوَ لايَدْرِي
وكَم مِّن صِغارٍ يُرْتَجَى طُولُ عُمْرِهِم
وقَدْ أُدْخِلَتْ أَجْسادُهُم ظُلْمَةَ القَبْرِ
وكـم مِّن عَروسٍ زَيَّنُوها لِزَوْجِـها
وقَدْ قُبِضَتْ أَرْواحُـهم لَيْلَةَ القَدْرِ
وكَم مِّن صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ
وكم مِّن سَقيمٍ عاشَ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ